لقائي مع صحيفة الشمس الثقافي، حوار أحمد الوحيشي، فبراير 2010

لقائي مع صحيفة الشمس الثقافي، حوار أحمد الوحيشي، فبراير 2010

ليلي | نهاري

في خطوة هي الأولى من نوعها، تم إنشاء ملتقى إلكتروني للأدب الساخر، هذا الأدب الذي نجد لمساته واضعة في بعض المقالات والرسوم الكاريكاتورية في بعض الصحف اليومية، ولكنه لم يصل إلى أن يصبح ثقافة لها وزنها في الكتابة، يشرع إليها الكتابة والتميز، فأحيانا نجد بعض الكتاب ينهجون هذا الدرب في بعض الوقت، ولكن لا يمر وقت إلا ويتناسون الكتابة بهذا النوع من الأدب. منذ سنة 2008، ظهر على شبكة المعلومات الدولية منتدى العين الثالثة للأدب الساخر والتصوير الفوتوغرافي، ليجمع مواهب الأدب الساخر وأقلامه الفاخرة وليضيف عليها هواة التصوير ومتتبعيه، إيماناً من المنتدى بأن التصوير الفوتوغرافي لا يكون إلا لمن لديه رؤية خاصة، إلا لمن لديه عين ثالثة. ضمن فكرة لم يشهد لها مثيل من قبل، لاقت رواجاً بين قراء هذا الأدب، إلى أن وصل عدد أعضاء المنتدى إلى ما يقارب الأربعة ألاف. وفي هذا الشأن كان لنا لقاء مع مدير منتديات العين الثالثة للأدب الساخر والتصوير الفوتوغرافي، ليعرفنا عن بدايته هو مع العين الثالثة وبدايتها مع أعضائها ومع الأدب الساخر وما صاحب ذلك من تصور قارب السنتين ..

هل لك بأن تعرفنا على نفسك ،، وتعطي القراء نبذة عن أحمد زبيدة ؟

السلام عليك أخي أحمد وعلى أهل المحلق الثقافي لصحيفة الشمس وعلى المسلمين جميعاً، أشكر هذه البادرة الطيبة منكم وهذه المراسلة بشكل لا يوصف وأحيي فيكم هذا الاهتمام بالشباب والمواهب الناشئة وكلي خجل لشعوري بأنني إنسان عادي قد لا يستحق أن يكرس من أجله صفحة في ملحقكم، أما العبد الفقير فهو شاب ليبي ولد عام 1985، أصله من منطقة أصيلة بدوية – بني وليد - ونشأته وسط الحضارة العملية الغربية – فرنسا، بلجيكا – ويعيش حياته حيث تلتقي مستوى حياة الأولى مع الأخيرة في طرابلس .. لست طبيباً فأنا طالب في السنوات الأخيرة من كلية الطب البشري ولست مهندساً ولكن عملي في مجال الكمبيوتر وتصميم المواقع الالكترونية والعمل الدعائي والإعلامي، ولست فناناً ولا شيخاً ولا كاتباً ولا شاعراً ولكنني تلميذ مجد في مدرسة التصوير الفوتوغرافي والعلوم الشرعية واللغة العربية وعلم العروض، أمارس صيد الأسماك في فصل الصيف وهي رياضتي الوحيدة التي تبقت بعد أن نضجت عن دخول سباقات السيارات في الطرقات السريعة والأزقة، أحب بلدي كثيراً وأهله أكثر وكل ما أقوم به في حياتي هو إما لتحقيق شيء لدين الإسلام أم لبلدي،

أحمد زبيدة ، لقد قمت بإنشاء منتدى خاص بالأدب الساخر ، فحدثنا عن سبب إنشاء هذا المنتدى الإلكتروني ، والهدف الذي قام من أجله ، وهل لك أن تشرح لنا ما هو الأدب الساخر؟

لقد كانت أساس الفكرة فكرتين، الأولى فكرة إنشاء منتدى في حد ذاته بالشكل الذي لطالما ما تمنيت أن تكون عليه المنتديات الليبية – مع احترامي لبعضها – وغاية هذه الفكرة لا زالت بعيدة قليلاً عنا فالمنتدى هيكل يتواجد بداخله ناس، وإزالة وبناء وترميم المباني تطور المباني وليس الناس لذا فإن تسيير هؤلاء على الطريقة المرجوة عملية ليست يسيرة وتحتاج إلى الكثير من القدوات وإلى الكثير من الدراسات النفسية التي من خلالها نطور المنتدى بحيث نجعل العضو يسير في خط معين دون أن نفرض نحن عليه ذلك إلى أن يصل إلى الطريق الذي سيجعلنا منتدى يهتم بالثقافة أو بأي هوايات بشكل فعال ومفيد وعملي ومثمر بعيداً عن الإسفاف أو إضاعة الوقت أو العمل على تحقيق نوايا غير شريفة كالشهرة أو زيادة عدد الزوار أو تحقيق المال، وأما الفكرة الثانية فهي الاهتمام بالأدب الساخر الذي رأيته ينجب أقلام بناتها لقيطات لا تجد لأنفسها نسب وهن بنات لغة أصيلة .. الأدب الساخر. المكان معد لأن يكون أول تجمع للأقلام الساخرة الليبية ولكنه لا يزال يحتاج إلى أقلام إضافية إضافة إلى الأقلام الموجودة وإلى الأقلام التي تحاول أن تكتب بهذا القلم العاصي الصعب وأن تتعلم فنونه، حاول الكثيرون تعريف الأدب الساخر بطرقهم الخاصة وبطرق ساخرة غالباً، وأنا أعرفه على أنه فن كتابة الطرائف والمضحكات بالدم والدموع، فن استخراج الضحكة الهستيرية من الأفواه، والترفع عن المعاناة وتحقيرها، وعجن الحروف والكلمات وإطراب الآذان بالعزف على الأوتار الحساسة، لكل شخص همومه ولكل مجتمع همومه ولم تعد كتل الهموم البشرية تطيق سماع هموم بعضها فأصبحت هذه الابتسامة التي تهديها النصوص رشوة تشتري بها انتباه القارئ المصاب بالملل وحتى " الغير قارئ " من أبناء أمة اقرأ التي لم تعد تقرأ، وتلك ضربة الكاتب الأولى وهي نصف الأدب الساخر وأما نصفه الآخر هو زرع الثقافة المناسبة وبث أكبر قدر من الهموم قبل انتهاء تأثير تلك الابتسامة. أما إذا فشلت المحاولة الساخرة فإنها تتحول إلى تهريج وهزل ركيك. وأما إذا افتقدت إلى قضية فإنها تتحول إلى نكتة أو " حدوثة " ..

بعد فترة معينة قمت بتطوير فكرة الأدب الساخر لتشمل مجلة إلكترونية نشأت من رحم المنتدى ، فلم قمت بإنشاء المجلة ، وهل فعلا كان الوقت مناسبا لإنشاء المجلة ، باعتبار أن قلة من المجلات الثقافية الإلكترونية حالفهم حظ الاستمرار ؟

المنتدى انطلق في أوائل سنة 2008 أما المجلة فبعد سنة من ذلك، وهي إلى الساعة مجلة مستقلة بشكل كامل عن المنتدى فهي ثقافية إخبارية اجتماعية ولم تهتم بالأدب الساخر، رئيسة تحرير المجلة هي الصحفية الأستاذة نهلة العربي ومع بداية السنة الجديدة 2010 سيتم تطوير الموقع بحيث تصبح المجلة هي ذات المجلة إضافة إلى " زبدة " ما نستخلصه من المنتدى الذي سيتحول إلى ما يشابه ورش العمل والتعلم فالنصوص الجيدة في المنتدى الآن تعاني من الضياع وسط أكوام المحاولات ، أما سبب إنشائها فهو مغامرة هدفها بناء مجلة مستقلة لا يتبناها ولا يدعمها أحد، ولا يصرف عليها ولا تصرف على أحد، تدعوا أنفسها للمناشط وإلى عيون الأحداث ولا يدعوها إليها أحد، تختار ما يناسبها وتقول عنه ما تريد أن تقوله عنها، ممارسة الخبرة الصحفية دون إدارة صحفية وبشكل صادق، نريدها أن تكون مجلة المواطن والشارع ودعم المناشط والأصوات والمواهب التي تهمشها الصحافة مع الإبتعاد عن تكرار الأسماء التي تتكرر كثيراً. أما الفشل فهو عدم تحقيق أقل ما يجب تحقيقه عند وضع الأهداف، والعين الثالثة تبدأ بأهداف متواضعة جداً من الصعب أن تفشل في تحقيقها ولا تريد شيئاً فصعب أن تصاب بخيبة الأمل، نمارس ما نحب ونعطي الكثير في بعض الشهور ونتوقف أحياناً لشهر بلا شيء بسبب قلة المساهمين أو ضعف اتصالاتنا بالمناشط أو لظروفنا أو غير ذلك ولكن المجلة موجودة بموادها والجمود هو أسوأ ما قد تصاب به ولا نعتبره نحن فشلاً. وعندما يحين الوقت المناسب الذي سألت عنه حتى وإن لم يحن بعد فسنكون من الموجودين الأولين على الأقل.

بالمجلة ينشر فيها كتاب متطوعون ، فكيف كانت ثقافة التطوع الثقافي ، وهل تعتقد أن هكذا ثقافة من الممكن أن تحلّ محلّ العمل الثقافي الرسمي ، وما المعوقات التي تمنع هكذا ثقافة من الاستمرار.

من مميزات العمل التطوعي الثقافي هو تصديق نوايا الكتاب، فالكاتب المتطوع يكتب بنية الكتابة الخالصة ولا يبتغي غير الكتابة شيء، وهذا يزيل بعض الضباب من أمام مبادئ هذا الكاتب خصوصاً أثناء ممارسة الكتابة، ولا أقول أن أحدهما قد يحل محل الآخر ولكن كلاهما يكون من حيث الأولويات عند الكاتب في مكان مختلف، فالكاتب المتطوع يلزم نفسه ولا يستطيع أن يلزمه أحد، ومن حقه أن يكون قلمه مصدر رزقه إن كان قد كرس حياته للكتابة ولا نطالبه إلا بالقليل، أما المؤسسات الرسمية فإنها تشتري وقت الكاتب مقابل تكريس نفسه لهم، وهناك بالمقابل من يبيع قلمه وليس وقته. ما أريد أن أقوله هو أن المؤسسة الرسمية تستهلك من الكاتب طاقة أكبر فيكفيها عدد قليل منهم، وأمثالنا يحتاج إلى عدد أكبر بكثير من المتطوعين كي تستطيع الوصول إلى مستوى المؤسسة من حيث العطاء.

إضافة إلى الأدب الساخر ، عرفناك فنان ضوء يستحق الاحترام والتقدير ، فكيف بدايتك مع التصوير الفوتوغرافي ، والتي عملت على إضافة أقسام خاصة بالتصوير في منتديات العين الثالثة ، فحدثنا عن هاتين التجربتين ؟

النظر نعمة أدمنتها منذ طفولتي، وكنت ولا زلت لا أحب التواجد في أي مكان إلا وقد أمعنت النظر في كل كبيرة أو صغيرة فيه، حتى أن النظر هذا جعلني أعتقد وإلى منتصف المرحلة الابتدائية بأنني المخلوق الوحيد الذي يعيش على الأرض وأن كل البشر فيها عداي ليسوا سوى مسخرات أخرى كأي شيء آخر في الطبيعة، وذلك لأنني آمنت بنظري الذي يرى كل شيء إلا نفسي لدرجة أنني لم أصدق أن هناك من يرى في مجال نظره وفي حياته جسدي كما أرى أنا أجساد الآخرين، وكنت من تعظيم هذه النعمة أشعر باستحالة تواجدها عند جسدين، وبدايتي مع التصوير هي بداية إنسانية جداً وهي الفطرة التي تجعل كل إنسان يحاول الاحتفاظ بكل ما يخشى زواله أو يخشى نسيانه، أحب التصوير الفوتوغرافي رغم إيماني بأن الحياة أقصر من أن يتوقف فيها الإنسان لينظر إلى الخلف، وأنها أقصر من أن يحتاج فيها إلى تخليد بعض لحظاتها، أشبه عندما أمسك العدسة الصياد الذي يبحث عن فريسة يأكلها وليس الذي يصطاد ترفاً وحباً في الصيد ذاته، أحب صيد المواقف والقصص والعبر وليس صيد الجمال فصيد الجمال هو أشبه بالانقضاض على فريسة ميتة، إن تصوير الجمال يختلف عن صنع صورة جميلة من اللاشيء فالأولى نقل والثانية فن وخلق، أمارس هذا الفن منذ عدة سنوات وأدرسه دراسة منهجية أيضاً وأول ظهور لي كفنان في أي جهة رسمية هو في ملحق الشمس الثقافي سبقه مشاركات صحفية عديدة في مختلف الصحف بشكل غير رسمي سببه مساعدة بعض الأصدقاء الذين تغيب عنهم مصورهم، إضافة الأقسام إلى المنتدى هي محاولة أخرى لتجميع أصحاب هذه الهواية كوني أجيد إدارة المواقع وتصميمها وتوفير ما يلزم تقنيا لتسييرها وأحاول أيضاً أن أعطي بعض مما عندي وأن آخذ الخبرات من غيري وأن يفعل الجميع بالمثل، إضافة إلى أن هذه المنتديات تتيح لنا فرصة الالتقاء والتعارف وترغيب الناس لحب هذه الهواية وكشف أسرارها وذلك بمزج المحترفين مع الهواة مع عديمي الخبرة في هذا المجال، كما نستخدمه لعرض أعمالنا فمثلاً أنا تم اكتشافي من خلال هذا الموقع، ومع نمو هذا المنتدى وهذا الموقع ستنمو المواهب وستجتذب المحترفين والمهتمين وحتى الباحثين عن المواهب والمهارات وعندها قد نكون مرجع أساسي يلتقي فيه كل من يهتم بالتصوير ..

برأيك كيف تصف ثقافة الصورة الليبية ، وما العائق التي يمنع الكاميرا الليبية من المشاركات الخارجية وبقوة ، على غرار البلدان العربية الأخرى ؟

دعني لا أصف الصورة الليبية ولكن أصف الكاميرا الليبية، فالكاميرا في ليبيا تعامل معاملة السلاح وليس هناك أي تراخيص رسمية لحمله، يخافها الجميع بلا استثناء، ليست محبوبة ولكل سببه الذي يدعوه للخوف، صاحب الأرض الزراعية يقول لي : " شنو جايين بتهدموا ؟ " وصاحب المحل يقول : " هل أنت حرس بلدي ؟ " ورجل الأمن .. " من أنت ومن تتبع ؟ حتى أنني أتذكر بأن بعض رجال الأمن منعوني من تصوير فندق كورنتيا " .. أما العائق الحقيقي فليس ما أسلفت ولكن هو ثقافة خجل المواهب الليبية في شتى المجالات ووجود ثقافة تتقيه الثقافة فبعضهم يتهمنا بالجنون لأننا نشتري معدات بآلاف الدينارات للتصوير بينما يباركون لمن أشترى بنفس الثمن "ديسكوات" جديدة لسيارته .. كما أننا نشعر بالتيه فليس هناك أي نقطة مرجعية يلتقي فيها المصورين المحترفين والهواة ومن يبحث عن مصورين أيضاً وإن وجدت فإنها غير ذات جدوى لدرجة أننا لا نسمع بها أو تفتقد لمصداقية العمل ولا تكون إلا واجهة تفتخر باسمها لا تقدم شيئاً إلا لمؤسسيها. كما أن المسابقات الليبية ليست عديدة والتي أقيمت اهتمت بمجالات غير محببة وطالما أن المصور الليبي لم يشعر بالثقة تجاه أعماله فإنه لن يتجه للمشاركات الدولية إلا بعد المشاركة في المسابقات المحلية فأغلب المسابقات الدولية تحتاج إلى رسوم مرتفعة قليلاً للاشتراك فيها .. بعض الأسماء تظهر من حين إلى حين وتجذب اهتمام بعض الجهات الخارجية ولكنه عادة ما يكون ظهور متواضع لا يحقق الكثير، قد يفيد المصور بشكل شخصي أو يفيد الجهة الخارجية ولكنها لا تفيد الصورة الليبية ..

كيف ترى اهتمام المؤسسات الثقافية بنشر إبداع الأدب الساخر والتصوير الفوتوغرافي ، فنحن في ليبيا لا توجد لدينا مطبوعات عن الأدب الساخر أو حتى عن التصوير الفوتوغرافي ، هل لفقر الكتّاب أم لقلة الوعي المؤسسي ؟

الأدب الساخر ليس أدب مستقل بحد ذاته وإنما السخرية نكهة قد تمتزج بأي لون من ألوان الكتابة الأدبية أو الصحفية، فقد يكون شعراً أو مقالاً أو حتى متابعة صحفية، لذا فإنه سيكون من الصعب على المؤسسات الثقافية أن تهتم بهذه النكهة لتعاملها معاملة المجال المستقل، ولكن بمرورك على المنشورات الالكترونية بشكل خاص وحتى الورقية فإنك ستصادف بعض الأقلام التي تمارس عملها الأدبي أو الصحفي بقلم ساخر، وكذلك الحال بالنسبة للتصوير الفوتوغرافي، من الصعب أن يخصص له مطبوعات خاصة تهتم به لوحده ولم أرى مؤسسات تهتم به لوحده إلا المؤسسات الثقافية الخاصة والتي تقرر التخصص كأن تخصص في الحديث عن هواية معينة كالتصوير، أو حتى الفن التشكيلي أو غيره، وحيث هناك اهتمام شديد بالثقافة وكم هائل وتنوع شديد في الإصدارات وحيث لا تكون المؤسسات العامة هي المصدرة الوحيدة لثقافة، الإهتمام بهذه الجزيئات مرحلة متقدمة، ولكن لا مانع من أن تحاول المؤسسات إقامة بعض الأبحاث عن أقلامنا الساخرة والتي أحسنت امتطائها من باب أرشفتها في تاريخ ليبيا الثقافي أو حتى حاضرها .. وقد يكون هذا ما نحاول القيام به كموقع يهتم بالأدب الساخر، وليس لدى أي خلفية عن حقيقة نشاط المؤسسات الثقافية ولا ما هي نظرتها للأمور ولا حتى حجم إمكانياتها لأقول إن كانت مقصرة أم لا ..

هل حاولت العين الثالثة تنظيم فريق إخباري تطوعي يعمل على رصد الأخبار الثقافية ومتابعتها ، وهل حاولتم التنسيق مع صحف ليبيا في هذا الشأن ؟

حاولت العين الثالثة تنظيم الفريق ولا زالت تحاول، ولكن نعترف بأن الأقلام التي ترصد الأخبار الثقافية هي في العادة أقلام تتبع مؤسسات رسمية ولا يبدوا أنهم يميلون للعمل التطوعي بشكل كبير، خصوصاً أم من سياستنا أن لا نعيد نشر ما تم نشره في غير موقعنا إلا في حالات معينة وفي نطاق ضيق ولأقلام تكتب لدينا باستمرار من الأساس، ونحن نتجه حالياً ونميل إلى محاولة صنع أقلام جديدة تنطلق من العين الثالثة لتبدأ مسيرتها الصحفية، أما صحف ليبيا فنعمل مع بعض أفرادها ولكن بشكل شخصي جداً وليس هناك أي تنسيق رسمي وأعتقد أننا لم نحاول القيام بذلك إلى الآن، ولكن نحاول البحث عوضاً عن جهة تعاملنا معاملة الكيان الصحفي لتعلمنا بمستجدات الأنشطة على الساحة ولم نجد شيئاً واضحاً حتى الآن. فأغلب المواقع الالكترونية والمؤسسات الورقية تتبع جهات رسمية معينة ولا تتلقى دعواتها من جهة ما ولكن تتلقى دعوات من منسقي الأحداث والأنشطة أنفسهم.

ما هي مشاريع أحمد زبيدة والعين الثالثة في المستقبل ؟

مشاريع أحمد زبيدة هي النجاح في ما يحاول القيام به، وحذف كلمة ليس من كل ما ذكرت في بداية اللقاء فأصبح طبيباً ومهندساً وفناناً وكاتباً وشيخاً ناجحاً، أما العين الثالثة فمشروعها الأول الحصول على السواعد والأقلام التي تؤمن بالمبدأ التي أسس عليها، مشاريعها كثيرة ولكن ستحقق منها بقدر ما تستطيع وتناسباً مع القائمين عليه، وإلا فإنها ستسير ببطء كمشروع متواضع قابل للتوسع في أي لحظة، هدفنا الأسمة ليس تحقيق الشهرة ولا جذب الزوار ولن نقيم أي برامج مادية أو دعائية تجارية فغايتنا ممارسة ما نحب وهو دافعنا الوحيد للعمل وهو الذي من خلاله قد يستفيد القراء أو يقضون أوقاتاً ممتعة في صفحاتنا، ولعل أقرب مشروع نسعى إلى تحقيقه حالياً هو إقامة مرجع لكل النشاطات الثقافية والفنية في ليبيا وذلك بإنشاء تقويم يشير إلى تواريخ كل الأنشطة التي ستقام قبل حدوثها فأغلب صحفنا تتحدث عن المناشط بصيغة الماضي وليس هناك دعاية جيدة للأحداث فوجوه الحضور تتكرر بصفة عامة وأغلبها من الوسط الثقافي نفسه وليس هناك حضور حقيقي من عامة الناس وهذا ما نريد القيام به وهذا عمل سيكون في صالح أصحاب النشاطات إن شاء الله ...

كتب: أحمد زبيدة
يوم الاثنين 22 فبراير 2010